حكايا مقهى الحياة

السبت، يونيو 7

قطار العمر

أن تعيش لتحكى......... أو أن تصمت حتى تموت
ومابين لذة الكلام ومتعته...........ومرارة الصمت وإنكساره
يمرقطارالعمر
تراه ماراً من أمام عينيك على شريط سكة حياتك الحديدى حاملا بين عرباته أحلاماً مبعثره وأمنيات لم تكتب لها الحياة.
كل عربة به تحمل داخلها أطنان وأطنان وأطنان من الذكريات والحكايا . ها هى أمامك تمر أولى عرباته إنها عربة الطفوله
حيث البراءة والنقاء والطهر وصفاء النفس التى لم تعرف الضغينه والكراهيه بعد. إنها عربه يسكن فيهاالأمان والسعادة والتدليل وحنان
الأمومة وعاطفة الأبوه . ركابها كما ترى قليلين فقط أب وأم ومولود صغير
تمر مروراً خاطفا مثل البرق ومهما تحاول أن تستعيدها سوف تفشل فشلا تام هيهات هيهات أن تعود ..... لكنها تجر
من خلفها عربة أخرى.
إنها عربة المراهقه ........ حيث العناد والتحدى والمعارضه والخروج على التقاليد والاعراف الأسريه إنها أنا فقط ثم أنا ثم أنا
ركابها أيضا قليلين فقط بعض الأصحاب وأبناء الجيران المتما ثلين فى الأعمار تجمعهم كرةالقدم فى ساحاتها .
تمر مروراً سريعا أيضاً........... ساحبة معها عربةأخرى.
هنا تأتى أهم عربات القطار إنها عربة الشباب والرجوله والأمال والطموحات والتكوين الثقافى والفكرى إنها قلب القطاروأهم
عرباته على
الأطلاق ....... هنا حيث الثقافه والصداقات الكبرى والحب الأول العذرى والأمنيات التى تكفى إذا تحققت أن تقلب العالم رأساًعلى
عقب. تراها تزدحم إزدحاماً كبيرا ركابها شخصيات إصطفت بجوار بعضها البعض فى تناسق غريب......... هنا حيث ترتاح
التناقضات و التضادات الفكريه حيث كل من يركبها له لمسة سحرية حيث تؤثرفي نفسك تري ديستوفسكي بجوارخيري شلبي
وتري ايضاً فيكتورهوجو بجواراحسان عبدالقدوس.... المهاتما غاندي يجاوره تشارلزديكنز.... وأمل دنقل يجاوره
باولو كويلهو وترى نزار والأبنودى وفاروق جويده والعملاق صلاح جاهين ترى وترى وترى ومن كثرة الزحام لا تستطيع
تحديدهم كلهم ...... هنا حيث الإنكسارات وضغوط الحياة و الأعباء التى تفرض عليك التخلى عن أعز من تحب لا عن كراهية
ولكن عن ضيق ذات اليد......إنها مرحلة الشقاء وإختلاف القناعات وكل ما ظننت أنك تستطيع تحقيقه إنها عربة الحياه الحقيقيه
حيث تلوكك بين أسنانها مثل اللبانه تسحقك ثم تلقيك من فمها فتتضائل أحلامك وتخبوا وتخبوا وتخبوا ثم تتلاشى .
هذه العربة هى أكثر العربات بطءً فى مرورها لكنها تسحب معها عربة أخرى .
عربة أخيره يطلقون عليها إسم السبنسه لايكون بها سوى راكب واحد فقط أنا وحدك وحدك لاأحد بجوارك تسيطر عليك فكرة
واحدة هى الرحيل فى سلام وهدوء.
أخر ...........الرحلة
الأن ألملم أوراقى....... وأغلق دفاترى
وأجفف أقلامى
وأطفء ضوء شموعى
وأسدل
ستائرى
متمنياً الرحيل فى هدوء وسكينة وسلام
......................................................
posted by راوى المقهى at 6/07/2008 07:13:00 م 2 comments

tadwina-62863713-tadwina